يتفق المؤرخون والمثقفون والفلاسفة على أن الحضارة هي كل فعل بشري خالد اوباقي رغم صروف الملوين وتعاقب الحدثين وبما أن الانسان في ناقص في الأصل وفعله يخضع لعدة عوامل داخلية (نفسية-عضوية) وخارجية (المحيط) يظل كل عمل بشري ناقص ولأن الناقص لا يعطي كاملا بطبعه,ويرى المتأمل والمتابع لحضارة المنطقة أنها مرت بمرحلتين اساسيتين على مر العصور يمكن تلخيصهما في المرحلة الأولى وهي حضارة وامارة أولاد أمبارك والمرحلة الثانية وهي حضارة وامارة مشظوف وبما أن الحضارتين احداهما سابقة على الاخرى فلابد للأخيرة من التأر بمخلفات سابقتها في كل الفنون والمجالات ,وبما أن الحضارة البدوية (اذا كانت موجودة رغم اختلاف المؤرخين عليها) لا تعرف الكثير من الاستقرار في منطقة معينا لان البداة في الغالب في نجعة دائمة ولا يستقرو في مكان محدد ويمكن ان نقول ان الحضارة البدوية ربما تكون اكثر شفوية حيث تنتعش الحكاية والرواية والشعر بعيدا عن التدوين والعمران وكل ماله صلة بالنظام المدني ففي البداوة يوجد نمط من العيش يفرض ذالك ولابد من نظام حياتي يتلائم مع الظروف القاسية احيانا التي يعيشها البدوي ,وبما أن البدوي لايعرف التدوين لتاريخه وأشعاره كما هو موجود في المدينة فقد يضيع الكثير والكثير من تلك الحضارة ولا يصلنا من أخبارها الا النزر القليل فعادة الموريتانيين عدم التدوين والاتكال على قوة الذاكرة وسرعة الحفظ فبهذه الطريقة حفظوا المتون من قران وفقه وتاريخ وشعر وقد ساعدت البيئة البدوية وصفاء لذهن والعيشة المتقشفة للبدوي بالتمر وللبن وللحم الشواء والقديد كما يقول الشاعر:
اذا نحن لم نقر المضيف ذبيحة--تمرناه تمرا او لبناه راغيا
فكما يقول الشاعر عادتهم ان يذبحو للضيف او يعطوه تمرا اوللبن فيه رغوة وهذه عادة البدوي صاحب الكرم والمرؤة بطبعة كما هو الحال في كل أصقاع موريتانيا العزيزة,
وسنفتح في الحلقة القادمة باذن الله تعالى حضارة أولاد أمبارك في تمبدغة وما خلفته من تراث
وتاريخ وما قدمته تلك الحضارة لساكنة المنطقة لامارة التي عرف أمرائها بالعدل والقوة والصرامة والكرم والمجد والى لقاء جديد في يوم سعيد
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire